و انقطعت في أثناء ذلك كلّ صلة لي بالإعلاميّة. وانشغلت بلقمة العيش بعد رفض الرّئيس المدير العامّ إرجاعي إلى وظيفتي بذريعة غير قانونيّة و ذات خلفيّة سياسيّة، تنكيلا بأمثالي رغم كوني خرجت من السّجن بعدم سماع الدّعوى. و لكن لم يكن ذلك كافيا لإثناء المدير عن قراره متمسّكا بلزوم تقديم شهادة من الدّاخليّة تُقِرّ بأنّي كنت رهن الإيقاف في السّجن مدّة غيابي. فلم يكن للقضاء أيّ قيمة أمام سلطة الدّاخليّة
و أغلق هذا القوس، فقد كان ابتلاء من الله و أنا راضٍ به
و كنت أتنقّل من شغل إلى شغل حتّى ساقتني الأقدار للعمل في رواق للبيع بالتقسيط كان صاحبه يتعرّض لمشاكل في التّسيير سواء مع العمّال أو مع الحرفاء. وطلب منّي إيجاد حلّ لمشاكله فأوعزت إليه بضرورة استخدام الإعلاميّة كحلّ لضبط المشتريات و حسابات الحرفاء الذين فاق عددهم آنذاك الألفي حريف وتفادي عمليّات الغِشّ و السّرقات التي كان بعض عمّاله و عاملاته يقدمون عليها في غياب أيّ وسيلة للمراقبة
وتوكّلنا على الله حيث تمّ تركيز تطبيقات le genie informatiqueواتّصلنا بشركة
تجاريّة في غاية الدقّة جعلتنا قادرين على التّسيير و المراقبة و الإحصائيّات على أفضل الوجوه
و هنا بدأت رحلتي الحقيقيّة مع الإعلاميّة حيث انكببت على تعلّم استعمالها بشكل جيّد و شجّعني على ذلك ما لمسته من مردوديّة فائقة و ربح للوقت مع الإجادة في استغلال الاحصائيّات والنّتائج
و حمدت الله على أن عوّضني عن وظيفتي بخير منها