Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Présentation

  • : Le blog de Ezzeddine Soudani
  • : J'hésite entre journal, autobiographie, essai ou tout ça à la fois. L'important pour moi étant d'écrire et faire connaître mes écrits surtout à mes proches actuels et potentiels, c'est le but de ce blog.
  • Contact

Texte Libre

Recherche

Pages De Discussion

Liens

11 septembre 2014 4 11 /09 /septembre /2014 13:26

images-polit.jpg قالوا عن الزّواج و عن المرأة و الرّجل و غيرهم كثير: شَرٌّ لا بُدّ مِنْهُ، و كذا شأن السّياسة. فهي شرّ لا بدّ منه شئنا هذا أم أبينا. فهي الدّابّة التي تحملنا على ظهرها و التي يهمّنا أمرها لأنّها تسير بنا تارة كما نريد و أطوارًا كثيرة كما ترغب هي و تريد. فكيف يتجاهل ظهر البعير من يحمله البعير على ظهره؟ يتصدّى لأمر السّياسة خلق كثير. ليسوا في الغالب أفضل من غيرهم إلاّ في شيء واحد. وهو أنّ غيرهم لا يريد الدّخول فيها و لا بها، بينما يطلّقون هم الدّنيا و ما فيها ثلاثا من أجل الحصول على موعد معها في خلوة أو بين أهلها و ما ملكت يمينها. ثمّ ماذا؟ ثمّ ينال من دخل بها بركات من السّماء و الأرض و ينجب البنين و البنات و تكون له على أديم الأرض قدم ثابتة في نفس موضع القبر الذي سيلمّ رفاته يوما و يبقى الآخرون يتفرّجون و يصفّقون أو يتذمّرون أو يندبون حظّهم و يكيلون لمن دخل بالسّياسة كلّ النّعوت القذرة و أنّه في أفضل الأحوال    ديوث مهين. و ما كان ذنب الدّيوث المهين إلاّ أن تصدّى لمسؤوليّة السّياسة عندما تخلّى عنها الآخرون.

للسّياسة  أوصاف و أحوال. فيقولون أنّها فنّ الممكن و يقولون أنّها لا أخلاق فيها دائمة و لا أصدقاء و لا تحالفات و أنّها نَجِسَة حتّى و إن تطهّرت و أنّها أكبر غواية يتعرّض لها البشر فقَلّ من يسلم من الخطيئة فيها و إن كان قِدّيسا من أفضل القدّيسين تقوى و ورعا. و يقولون و يقولون و لا ينتهون من قول ما يقولون. و مع ذلك لم يَخْلُ زَمَنٌ من  السّياسة و السّعي إلى الحكم بها و تصريف أوضاع النّاس عن طريقها.و ليس لأحد أن يدّعي واجب العزوف عنها في زمن تتحكّم السّياسة في رقابنا و تلهو بمصالحنا و صالحنا باسمنا و بمباركة و تزكية من أغلبنا و لا عزاء لمن لا يوافق على شيء إلاّ أن يكون في حكم الأقليّة يدفع الخراج و ينتظر حلول المهديّ المنتظر. أجل لا عزاء لمن يوَلّي ظهره للسّياسة إلاّ أن يذعن لاختيار الأغلبيّة و أن يحتفظ بقناعاته لنفسه و ربّما اقتصر دوره في المستقبل على تأييد سياسة من يحترم خصوصيّته و يذود عن حريّته في أن يكون كما يريد

عزالدّين بن عبد السّلام السّوداني 

Partager cet article
Repost0

commentaires

ح
روعة
Répondre